وينفي استدعاءه إلى دمشق بسبب حملة سياسية إعلامية في مصر ضد سورية قال سفير سورية لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية يوسف أحمد إن "العلاقات بين القاهرة ودمشق ليست في أحسن حالاتها وليست في مستوى الطموح السوري".
وأضاف في حديث لصحيفة لبنانية أن "الجهات كانت تتذرع بأن انتخاب الرئيس اللبناني هو المفصل الذي يقف في وجه العلاقات المصرية السورية والسورية السعودية لكن تبيّن أن هذا الكلام غير صحيح".
وأوضح الأحمد أنه "تم انتخاب الرئيس في لبنان وجاء الرئيس المنتخب ميشال سليمان إلى سورية وتألّفت أيضاً حكومة الوحدة الوطنية، ومع ذلك لا تزال العلاقات من سيّئ إلى أسوأ", مشيرا إلى أن هناك أسباباً أخرى هم بالتأكيد يعرفونها ويعرفون أنهم موظفون فيها وليسوا أصحاب موقف".
وتوترت العلاقات السورية السعودية من جهة والسورية المصرية من جهة أخرى إثر تداعيات حرب تموز
والاختلاف في وجهات النظر حول بعض ملفات المنطقة كالملف اللبناني والعراقي وغيرها.
وفي السياق ذاته نفى السفير السوري ما تردد عن "استدعائه إلى دمشق لاستياء الأخيرة من حملة سياسية وإعلامية تتعرض لها في مصر", وقال إن "الحملة تتمحور حول ما قاله وزير الخارجية وليد المعلم في كلمته داخل الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، ومطالبته الوسيط بأن يكون على مسافة واحدة من الطرفين الفلسطينيَّين".
وكان المعلم دعا ,ودون تسمية مصر في كلمته، أي وسيط إلى الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف الفلسطينية ليصل الحوار إلى نتيجة, الأمر الذي رد عليه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بأن هذه الدعوة يجب أن توجه إلى سورية.
وتعمل مصر على الوساطة بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين, إلا أنها لم تنجح في جلب الطرفين إلى طاولة حوار واحدة بعد.
وقال الأحمد إن "سورية ربطت موضوع التمديد للرئيس الفلسطيني محمود عباس بضرورة إنهاء المصالحة الفلسطينية"، معتبراً أنه "يجب أن يسجّل هذا الموقف لسورية، فيما أراد الآخرون فتح السقف الزمني لمحاولات المصالحة، مؤثرين فقط عملية التمديد لعباس".
وطالبت سورية خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب قبل ايام بأن يكون هناك سقف زمني للحوار الفلسطيني ولا أن لا يكون الحوار مفتوحا على فترات طويلة دون التوصل إلى نتائج.
ونفى الأحمد أن تكون سورية تطرح نفسها كوسيط بين حركتي حماس وفتح, لافتا إلى أن "سورية قالت إن المصالحة يجب أن تحدث قبل 9 كانون الثاني من عام 2009" وهو موعد انتهاء ولاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وتساءل الأحمد "ما مبرر هذا الكلام أو الردح الذي نراه في شبه حملات إعلامية مغرضة ضد سورية في هذا الموضوع", مؤكداً أن "سورية بوصفها رئيسة للقمة العربية ومعنية بتوحيد الصف العربي لا يمكن أن تنزل إلى مستوى هذا الردح".
ولفت إلى أن "بعض الصحف المصرية تمارس هذا الردح وأخرى تموّلها دولة خليجية، وبالتأكيد معروف من المقصود في كلامي".
وعن احتمال قيام الرئيس بشار الأسد بزيارة إلى القاهرة، قال الأحمد إن "الرئيس الأسد أعلن مؤ** أنه كرئيس للقمة العربية يودّ أن يزور كل العواصم العربية من أجل رأب الصدع العربي، وهو فعلاً زار بعض الدول العربية، لكن الزيارات تحتاج إلى إجراءات أعتقد أنها لم تكن في مكانها بالنسبة إلى بعض الأماكن".