عبدالمهدي القطامين
أن جوهر الإصلاح السياسي هو تأسيس عقد اجتماعي جديد بين الدولة ومواطنيها يجعل المواطنة بمعناها السياسي والقانوني محور الرابطة المعنوية بين الحاكم والمحكوم ويستند إلى أسس ومبادئ احترام حقوق الإنسان وإقرار التعددية السياسية والفكرية وتمكين مختلف القوى والتكوينات الاجتماعية من التعبير
عن مصالحها وتوصيل مطالبها من خلال قنوات مؤسسية شرعية مع توفير ضمانات تمثيلها في هياكل الدولة ومؤسساتها بصورة عادلة ومتوازنة، بالإضافة إلى إتاحة المجال أمام نمو منظمات المجتمع المدني وتطورها وتحقيق قرارها الحر القائم على رعاية مصالحها واستقلاليتها وفق علاقة تبادلية مع الدولة.
ان مقومات العقد الاجتماعي الجديد أيضاً إقرار مبدأ الفصل بين السلطات واحترام استقلال السلطة القضائية وتوفير ضمانات ومتطلبات تحقيق المشاركة السياسية والرقابة السياسية. وكل ذلك يجب أن يقود في نهاية المطاف إلى إقرار مبدأ التداول السلمي للسلطة طبقاً للإرادة الشعبية كما تعكسها نتائج الانتخابات
الحرة لكن هذا الذي يدعى عرسا ديمقراطيا ويجري كل اربع سنوات هل يمكن لنا ان نسميه حركة صحيحة تجاه تعزيز الديمقراطية ام انه عرس بلا عروس او عريس لكن المظاهر الاحتفالية التي ترافقه تدفع لتسميته بالعرس حتى ولو كانت ام العروس غائبة والعروس نفسها أي الديمقراطية مشغولة بأوجاعها
التي أتقن المتسلقون الرقص على أشلائها كيف يمكن لنا ان نسمي ما يجري ديمقراطية والمال السياسي يصول ويجول على مرأى ومشهد من الحكومة ليجمع المتنفذون ماليا والفارغون أحيانا من أي مضمون للوصول إلى قبة البرلمان لا ليشرعوا ولكن ليشرعنوا ما ينمي أموالهم لاحقا لتستطيع ان تنمو في بيئة مناسبة .أنا شخصيا سئمت من تسمية ما يجري بالعرس سموه أي شيء آخر أما العرس فلا ...
فهناك مقومات لكل عرس أراها غائبة تماما عن المشهد أما الذين يشترون أصوات الموطنين الغلابى الذين يباتون على
الطوى والفاقة فأنهم حتى لو وصلوا إلى قبة البرلمان فهم بلا فائدة تذكر للوطن وللمواطنين وهم بمثابة الثالول في وجه العروس وبمثابة الندبة التي لا تنمحي من وجه الفتى وهم معول هدم في بناء الوطن وهم من يقودون هذا الوطن للخراب وهم من يفقدون الوطن بعض ملامحه الجميلة التي ما زالت لم تشوه أما المواطن الذي يبيع صوته بمبلغ مالي فهو حتى ولو قست ظروفه بمثابة من يبيع أغلى ما يملك لمن يدفع أكثر .