رحب الفرقاء اللبنانيون وسورية بخطة لحل ازمة الفراغ الرئاسي في لبنان وتسوية ازمته السياسية اقرها وزراء الخارجية العرب أول من أمس في القاهرة، لكن حزب الله طلب توضيحات بشأن بعض العناصر المتعلقة بالحكومة (اللبنانية) الجديدة. اما إيران فأعلنت بلسان علي لاريجاني ممثل قائد الثورة الاسلامية في المجلس الاعلى للامن القومي عن دعمها للخطة العربية لحل الازمة، شريطة ان ترى نتائج ايجابية على الارض.
وبعد ان رحب زعيم الغالبية اللبنانية سعد الحريري بالخطة، اوضح ان اعلان وزراء الخارجية يقدم الى اللبنانيين فرصة جديدة لانتخاب رئيس توافقي وملء سدة الرئاسة. من جهته، اعتبر نبيه بري رئيس المجلس النيابي اللبناني، ان العرب "سجلوا موقفا تاريخيا لمصلحة الوفاق اللبناني واضعين حدا لافكار الغلبة والهيمنة التي حاول البعض فرضها."
فيما اعتبر الحريري في بيان "ان اللبنانيين مطالبون بالتعامل مع نتائج اجتماع القاهرة باعتباره انجازا لمصلحة لبنان الوطن والدولة، وليس لاي جهة أي محور سياسي دون آخر. رهاننا سيبقى قائما على فتح صفحة جديدة والتزام بخريطة الطريق العربية نحو انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية اللبنانية."
واستطرد بري مؤكدا، "ان اللبنانيين يستطيعون أن ينطلقوا من البيان العربي الى تطبيق لبناني يؤكد وحدتهم ويضمن سلامتهم "ولا اعتبار أعلى من هذا الاعتبار."
وقال الحريري ان "الاشقاء العرب اكدوا مجددا وقوفهم الى جانب لبنان وسيادته وقراره الوطني المستقل وهو موقف تاريخي ونبيل ومسؤول".
واعتبر ان القرار "يعبر عن ارادة عربية اصيلة في رفض كل اشكال الضغوط التي تمارس ضد بلدنا ويقدم الى اللبنانيين جميعا ذخيرة معنوية وسياسية وقومية تمكنهم (..) من تجاوز المرحلة الراهنة وفتح صفحة جديدة".
وأكد سعد الحريري ان نتيجة الاجتماع تؤكد "ارادة اللبنانيين بالتلاقي ووجوب ملء سدة رئاسة الجمهورية والانتقال سريعا لاعداد الاليات الدستورية التي تمكن المجلس النيابي من الاجتماع وترجمة التوافق على اسم قائد الجيش العماد ميشال سليمان من دون اي شروط مسبقة".
وذكرت مصادر دبلوماسية عربية، أن سورية وافقت على مسودة الخطة التي لا تمنح بشكل صريح المعارضة حق النقض (الفيتو) في الحكومة الجديدة. وفي المقابل لا تهاجم مسودة الخطة سورية وتعزز دور العماد سليمان الذي ينظر اليه بشكل موسع على أنه متعاطف مع المصالح السورية في لبنان.
ولبنان بلا رئيس منذ انتهاء فترة رئاسة اميل لحود في 23 تشرين الثاني"نوفمبر" الماضي.
وأقر وزراء الخارجية العرب أمس قرارا قريبا في محتواه من مسودة الخطة التي تنص على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان بطريقة لا تسمح لاي طرف واحد بفرض أو عرقلة أي قرار.
وتؤيد مسودة الخطة اختيار قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان ليصبح رئيس لبنان المقبل وتقول انه يجب أن يكون الحكم في أي قرار متنازع عليه.
وقال النائب عن حزب الله حسين حاج حسن في حديث تلفزيوني، "سوف ننتظر المشاورات واللقاءات لفهم التفاصيل."
أما وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي فقال في افتتاح الاجتماع الوزاري الرسمي ان الخطة العربية حازت على رضا الاطراف اللبنانية وستساهم في التوصل لحل سريع للمشاكل السياسية اللبنانية.
وأعلن الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الاحد انه سيتوجه الى بيروت خلال اليومين المقبلين للتباحث مع الاطراف اللبنانية حول تنفيذ خطة العمل التي اقرها الوزراء العرب مساء السبت لانهاء الازمة السياسية في لبنان.
واتفق الوزراء العرب على تكليف موسى اجراء اتصالات فورية مع جميع الاطراف اللبنانية والعربية والاقليمية والدولية لتنفيذ خطة العمل هذه، والاجتماع مجددا لاستعراض نتائج جهود الامين العام في 27 كانون الثاني"يناير" الحالي.
وقبلت كل الاطراف الرئيسية سليمان كمرشح توافقي لشغل منصب رئيس لبنان لكن لم يتسن المضي قدما في انتخابه قبل أن يتفقوا على تفاصيل أخرى لصفقة كاملة تتضمن كيان الحكومة المقبلة.
ومن المقرر أن يحاول البرلمان اللبناني للمرة الثانية عشرة تأكيد انتخاب سليمان كرئيس في 12 كانون الثاني"يناير" ولكن نجاح ذلك بدا غير مرجح قبل أن يتوصل الوزراء العرب لخطتهم.
ويتطلب انتخاب رئيس حضور ثلثي أعضاء البرلمان على الاقل وهو ما لا يملكه أي من الجانبين.
وتنص مسودة الخطة على أن انتخاب سليمان يجب أن يجرى على الفور مع الموافقة الفورية على تشكيل حكومة وحدة وطنية بشكل لا يستأثر فيها طرف واحد بفرض أو عرقلة قرار.
كما تنص المسودة على أن رئيس الجمهورية يجب أن يكون له القول الفصل في حالة حدوث أي خلاف.
وتضيف أنه بعد انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة يجب أن يبدأ العمل في صياغة مسودة قانون جديد ينظم الانتخابات البرلمانية.
وفي دمشق بحث علي لاريجاني ممثل قائد الثورة الاسلامية في المجلس الاعلى للامن القومي الايراني أمس مع الرئيس السوري بشار الاسد الجهود المبذولة لحل الازمة اللبنانية واعرب عن دعمه لخطة عربية لحل الازمة، شريطة ان ترى نتائج ايجابية على الارض.
وقال لاريجاني للصحافيين بعد لقائه نائب الرئيس السوري فاروق الشرع "أي خطوة تساعد بالاتفاق بين اللبنانيين فنحن ندعمها، يجب ان نرى نتائج الحركة التي بدأت والنتائج التي ستصل اليها."
واضاف لاريجاني "نحن نأمل ان تصل المجموعة الفاعلة الى اتفاق مع بعضها ونأمل ان توفق وتتوج بالنجاح نشاطات وما يقوم به الامين العام لجامعة الدول العربية( بزيارته الى لبنان.)
على صعيد مختلف، أعلنت لجنة حكومية اسرائيلية مكلفة النظر في اخطاء الحرب على لبنان صيف 2006، الاحد انها ستنشر تقريرها النهائي في الثلاثين من كانون الثاني"يناير".
وأعلنت اللجنة من الان ان تقريرها النهائي لن يتضمن "توصيات شخصية" تطعن في هذا المسؤول او ذلك".
الا ان مسؤولا شارك في عمل اللجنة أعلن، ان "التقرير النهائي سيكون بنفس صرامة التقرير المرحلي".
موضوع: الفرقاء اللبنانيون وسورية يرحبون بخطة عربية لانهاء الازمة 
الإثنين يناير 07, 2008 11:04 pm
