وقفة من النفس
جلست مع نفسي وسألتها عن سبب العداء الغربي للإسلام والمسلمين فقالت لي نفسي : إسمح لي بأن أسألك السؤال الصعب : هل العيب في الطغاة أم العيب في العبيد الذين صنعوا الطغاة ..؟ وهل أعداؤكم هم الأقوياء أم أنتم الذين هم ضعفاء ..؟
وأسهبت نفسي بالقول ناصحةً لي : إن أكبر رد على النظريات الغربية الآتية عبر المحيطات على ظهور بوارج القتل والدمار هو العودة للكتاب الأصل " ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ " ودراسة قول الله سبحانه وتعالى " وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ".دراسة متأنية ومحاولة مقاربتها لأرض الواقع بعيون البصيرة لا بعيون البصر ، مع التأكيد أن عيون البصيرة تكاد تكون متطابقة في هذه الأيام مع عيون البصر وخاصة عندما نرى مانراه من إستفزاز لمشاعر المسلمين من خلال عمليات تدنيس كتاب القرآن الكريم من قبل جنود الغرب .
من هنا ستعلم علم اليقين أن عداء الغرب للمسلمين لا ينطلق من فراغ بل هو مبني على إسترتتيجية واضحة عندهم ألا وهي العداء للإسلام لما يعلمون " أَنَّهُ الْحَقّ " ليس أقل ولا أكثر.وهم " يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ "
إن الشارع الإسلامي بحاجة اليوم وأكثر من أي وقت مضى لمفكرين يحملون هم الأمة لأن الفكر لا يحارب إلا بالفكر وكما يقول المفكر جودت سعيد > أن الحروب العسكرية أصبحت هي حروب الجاهلين. <
ولذلك نرى أن الحروب القادمة هي حروب فكرمع فكر ورأي مع رأي والغلبة للفكر الأقوم وهل هناك أقوم من الفكر الإسلامي ..؟ المبني على كتاب الله وسنة رسوله .
ولأن إعداد القوة هو أمرٌ إلهي لا نقاش فيه ، لكن إستعمال القوة هو قرار إنساني يعود تقديره للإنسان حسب الظروف والمعطيات المبنية على بصيرة من بيده أخذ القرار . فيجب على من بيده أخذ القرار أن يكون أعلمنا بكتاب الله وبسنة رسوله . فلا يجب أن يكون العنف أمراً ملحاً دائماً وفي كل الأوقات ولا اللاعنف أمرٌ مطلوبٌ في كل الأوقات كما يُنادي بعض مفكري هذه الأيام وهؤلاء المفكرين المنتسبين للإسلام بالوارثة والذين يطالبون المجتمع الإسلامي بإتباع سياسة اللاعنف ، لو تمعنوا قليلاً بحقيقة إنتمائهم للإسلام لوجدوا أنه لزاماً عليهم أن يتخذوا من رسول الله إسوةٍ حسنة لأن الله أمر بذلك
" لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً" وسيرة رسول الله تبين لنا كيف كان يملك زمام المبادرة في إستعمال العنف عندما تقتضي الضرورة وكيف كان يلجأ إلى إستعمال اللاعنف عندما يتطلب الأمر كذلك لأن ذلك كان متاحاً له لأنه كان ينظر للأمور بعينين إثنتين ويقرأ الأحداث قراءة متأنية ليتمكن من أن يُحَكِم العقل قبل أن تَغلبه العاطفة أو المشاعر، ومن إستطاع فعل ذلك فقد إستطاع أن يملك الميزان . فلنحاول إمتلاك الميزان من أجل تصويب أوضاع المسلمين بدل التصويب على كل ما هو إسلامي .... هذا ما قالته لي نفسي . فماذا تقول لكم أنفسكم ...
موضوع: وقفة مع النفس بقلم طلال نيكرو 
السبت فبراير 09, 2008 3:25 am
